مراجعة وتحليل الفيلم الحائز على الأوسكار طفيل PARASITE

مراجعة وتحليل الفيلم الحائز على الأوسكار طفيل PARASITE 

PARASITE

"الناس فى مترو الأنفاق لهم رائحة مميزة!"

 .. بالبساطة دى قالها رجل الأعمال و رب الأسرة الغنى لمراته فى ساعة صفا و هو بيتكلم عن العامل أو السائق بتاعه و بيختزل بعنصرية عفوية عدة طبقات اجتماعية أدنى منه بوصف واحد ، و بالبلاغة الشديدة دى بيعبر الكاتب و المخرج الكورى الذكى و المتمكن جدا جدا "بونج چون هو" عن الفجوة الحقيقية العميقة بين عالمين مختلفين و متضادين تماما لكن حياتهم بتتأثر أو بتعتمد أو بتنعكس على بعض بشكل أو بآخر ، عالم الأغنياء و عالم الفقراء ، فى أحد المشاهد من تحفته السينمائية الأخيرة الفيلم الكورى الفريد "طفيل" Parasite الحاصل على  السعفة الدهبية فى مهرجان كان 2019 و جائزة الأوسكار و اللى بدون شك يعتبر من أفضل أفلام السنة حتى الآن إن لم يكن أفضلها على الإطلاق ..

فى بداية الفيلم بنتعرف على أسرة السيد كيم البسيطة الفقيرة جدا و المكونة من 4 أفراد ، الأب كيم و الأم و الابن و الابنة ، عايشين فى بيت صغير يعتبر زى قبو تحت مستوى الشارع بيطل على الشارع من خلال نافذة عريضة وحيدة مش بيجيلهم منها غير التراب و الدخان و الحشرات و القذارة و بول و ترجيع السكرانين و الشمامين و مفيش مانع كمان تدخل المبيد الحشرى من عربية الرش زى ما رحب الأب و قال خلينا نحصل على إبادة مجانية للحشرات .. الأربعة عاطلين عن العمل و مصدر دخلهم الوحيد حاليا هو عمل علب البيتزا و بيعها لأحد المطاعم بتمن زهيد .. خدمة الاتصالات اتقفلت من موبايلاتهم و الكارثة اللى بنشوفها حلت عليهم كمان ان "الولية المجنونة اللى فى الدور اللى فوقهم غيرت الباسورد بتاعة الواى فاى" على حد قول الابن و هوا منزعج جدا و بيلف فى البيت بناءا على توجيهات أبوه و هوا ماسك الموبايل بيحاول يلقط أى إشارة واى فاى تانية شغالة و الحمد لله أخيرا بيلاقى بس فى الحمام ، هيا بالنسبة لهم تعتبر كارثة فعلا مش دلع لأنها بالنسبة لهم دلوقتى الوسيلة الوحيدة للتواصل مع العالم و للتواصل مع مطعم البيتزا عن طريق الواتساب عشان الشغل ، و المشهد الافتتاحى دا كان ذكى و رمزى و معبر جدا بيفكرنا بنفسنا أو بمواقف بنعيشها و نشوفها أحيانا و بيدخلنا فى جو الفيلم و أفكاره ببراعة و سلاسة و فضول لمعرفة اللى جاى ..

بتتغير حياتهم لما الابن الشاب بيزوره صديق قديم من أيام المدرسة و بيطلب منه أو يعرض عليه وظيفة تدريس اللغة الإنجليزية لبنت أحد الأثرياء بمرتب مجزى .. الأسرة بتفرح جدا طبعا و أخته بكل فن و مزاج بتساعده فى تزوير و ترتيب أوراقه و شهاداته الجامعية و هوا ولا دخل الجامعة ولا شافها أصلا ، و بيروح بالفعل لبيت الأغنياء و هناك بنبدأ نتعرف على الأسرة الغنية ، أسرة السيد بارك المكونة من 4 أفراد برضو ، الأب و الأم و البنت اللى فى المرحلة الدراسية الثانوية و أخوها الابن الأصغر ، عايشين فى بيت أشبه بالقصر يعتبر تحفة معمارية ، كبير و واسع جدا و فى قمة الجمال و النظافة و الرقى ..

الولد بينجح ببراعة و سهولة من أول يوم فى خطف قلب البنت القاصر الصغيرة و فى كسب ثقة و إعجاب أمها اللطيفة الساذجة ، و لما بيشوف أخوها الصغير و بيتعرف من الأم على حالة فرط الحركة اللى عنده و ميوله الفنية و فشل كتير من المدرسين الفنيين فى التعامل معاه بيقترح عليها واحدة مدرسة شاطرة جدا و مشهود لها بالكفاءة و الأم بترحب جدا طبعا ، و طبعا المدرسة دى هيا أخته اللى بيقدمهالها تانى يوم على انها واحدة معرفة من بعيد مش أخته ..

و بنفس البراعة بتنجح الأخت فى أسفنة و بقلشة السائق الخاص للسيد بارك و تعيين أبوها مكانه و اللى قدمته طبعا على انه معرفة من بعيد برضو مش أبوها خالص ، و بعدين فى مشهد رائع و ممتع جدا و على أنغام سيمفونية جميلة للموسيقار الكورى "يونج چاى إيل" - (دورت على اسمه مخصوص عشان الموسيقى عجبتنى أوى) - بنشوف التلاتة بيمخمخوا و يخططوا للتخلص من مدبرة المنزل القديمة و تعيين الأم مكانها ، بتناغم و تنسيق شديد كأنهم بيعزفوا سيمفونية لوحدهم ، و مع انتهاء المقطوعة الموسيقية بتكون المهمة تمت بنجاح أو بمعنى آخر تم زرع الطفيل بالكامل على جسد الأسرة الغنية أو العائل المضيف يعنى ..

لحد هنا بنحس الفيلم بيتبع نوعية معينة من الأفلام و ماشى فى اتجاه معين و مكمل فيه و هوا اتجاه ممتع و جميل برضو طبعا ، لكن فجأة بيخالف التوقعات دى من بعد نقطة التحول اللى هيا كانت يوم خروج الأسرة الغنية فى رحلة و غيابهم عن البيت و اجتماع الأسرة الفقيرة فيه ، بنكتشف فى اليوم دا أسرار و معلومات جديدة و الفيلم بيتحول لنوعية تانية خالص ، و بعدين بيفاجئنا تانى بتويست جديد و بيتحول لحاجة تانية و بعدين تويست جديد و هكذا لحد ما بنوصل للنهاية الصادمة الدموية اللى ماتتنسيش أبدا ..

الفيلم بيقدم تجسيد و تصوير شامل و محكم و فى غاية البلاغة للفروق و الصراعات الطبقية و الاجتماعية ، و بيورينا كل شريحة اجتماعية شايفة الشريحة التانية ازاى بصراحة من قلبها و من جواها و من غير أى زواق أو political correctness يعنى ، و بيورينا كل شريحة عايزة أو محتاجة ايه من التانية بالظبط ..

و عبقرية التصوير و الإخراج فى تجسيد الفروق أو التناظر المثير ده بين العالمين فى الفيلم بتتجلى فى الاهتمام بأدق التفاصيل و فى الديكور أثناء المقارنة بين الأسرتين فى بيوتهم أو المناطق اللى عايشين فيها ، هو مش مهتم بالأجهزة الالكترونية أو التكنولوجيا اللى بقت فى متناول الجميع على أد ما هو مهتم بالمساحات و الخلفيات و التفاصيل الصغيرة اللى بتعبر أكتر من الكلام أو الحوار مليون مرة ..
زى ما شفنا بيت الأسرة الفقيرة عبارة عن قبو تحت مستوى الأرض و صغير و ضيق جدا و كل حاجة فيه متكومة و متنطورة بعشوائية فى أى حتة بدون أى ترتيب أو تنسيق أو أى مظهر من مظاهر الجمال .. و قصاده بيت الأسرة الغنية عبارة عن قصر بناه معمارى مرموق اسمه "نامقونج" ، واسع و كبير جدا و كل حاجة فيه مرتبة و منظمة و منسقة و فيه مساحات واسعة خالية و مريحة للعين و للنفس جدا ..
و زى ما شفنا النافذة فى بيت الأسرة الفقيرة جايبة دخان و تراب و حشرات و بول و قئ و كل أنواع التلوث و القبح .. قصادها فى بيت الأغنياء الحائط الزجاجى الكبير اللى بيفتح و بيطل على العشب الأخضر و الأشجار الجميلة فى الحديقة و على أشعة الشمس الدافئة و على الهواء المنعش النقى طول الوقت ..

و لما المطر نزل بغزارة فى إحدى الليالى كانت الأسرة الغنية بتستمتع بيه من داخل البيت و هوا نازل على العشب و الشجر فى الحديقة قدامهم و تانى يوم الست كانت مبسوطة من الجو النقى بعد المطر و بتعزم صاحباتها على حفلة فى البيت عندها .. فى حين ان الأسرة الفقيرة رجعت لقت البيت غرقان مية و متدمر و باتوا الليلة فى صالة رياضية للإيواء مع مئات و آلاف المنكوبين من سكان العشوائيات .. و قيس على كدا تناظرات و مقارنات بليغة كتير جدا على مدار الفيلم ..

عبقرية رمزية الفرق بين الطبقتين بتتجلى فى مشهدين معبرين جدا برضو .. مشهد صعود و ارتقاء لما الابن الفقير كان رايح بيت الأسرة الغنية لأول مرة و هوا خارج من بيته تحت الأرض و بيتسلق أو بيطلع سلالم كتير و بيمشى فى طريق منحنى طالع لفوق كأنه بيطلع جبل ، و مشهد هبوط و انحدار لما الأسرة الفقيرة بتهرب من البيت و راجعين لبيتهم بنشوفهم عمالين ينزلوا سلالم أكتر و بيتزحلقوا و ينحدروا لحد ما يوصلوا البيت يلاقوه غرقان من المطر كمان ..

مثال تانى عجبنى أوى برضو لعبقرية الرمزية كان فى التشبيه بالصراصير فى أحد المشاهد على لسان الأم و هما قاعدين مبرطعين فى البيت أثناء غياب الأسرة الغنية و فجأة الأغنياء أصحاب البيت وصلوا بدرى فجأة و اضطرت الأسرة الفقيرة انهم يستخبوا ، و بنشوف الأب بالذات و هوا بيزحف على الأرض زى الصرصار بالظبط ، كانت لقطة موفقة و معبرة جدا برضو ..
البراعة كمان و يمكن سر قوة الفيلم و نجاحه فى الوصول لقلوب المشاهدين بسهولة فى رأيى انه قدر يقفش أو يلقط الحاجات غير المادية أو غير الملموسة اللى تتحس بس ، زى لما الولد الفقير سأل البنت الغنية هل أنا مناسب للمكان ده أو لايق عليه ؟ هوا مهزوم نفسيا و شايف من جواه ان الناس الأغنياء دول و أصحابهم و أولادهم من طينة و هوا من طينة تانية ، شايفهم طبيعيين ولاد ناس و هوا مزيف و متشرد ، على عكس أخته اللى كانت نفسيا أفضل بكتير و عندها ثقة كبيرة فى نفسها و بتتعامل عادى بشكل طبيعى كواحدة من المكان و هوا نفسه شاف دا و صرح لها بيه لما كانت الأسرة الغنية غايبة عن البيت ..

و زى موضوع الريحة ده اللى بونج قدمه و لعب عليه فى الفيلم بعبقرية شديدة و بأسلوب قوى و حساس و مستفز جدا و بشكل ماشفتهوش فى فيلم تانى قبل كده ، و بالتأكيد أضاف للفيلم بعد و عمق أكبر ..

لما الولد الصغير ابن الأغنياء لاحظ و قال بتلقائية و عفوية ان الأربعة اللى شغالين معاهم فى البيت ريحتهم واحدة دى كانت أول مرة ينتبهوا لحاجة زى كدا و قعدوا يفكروا هل نغير الهدوم ولا نغير مسحوق الغسيل ولا نخلى كل واحد منا يستعمل صابون تنظيف و استحمام مختلف ؟ ، لكن البنت قالت المشكلة مش فى الهدوم أو الصابون المشكلة فى المكان اللى احنا عايشين فيه ، لما نسيب المكان دا الريحة هاتختفى .. قصدها ان دى ريحة الرطوبة و الكتمة و الخنقة و الزنقة و الزبالة و الصرف الصحى و الأكل البايت القديم ، دى ريحة جلدهم اللى مشبع بيها و نفسهم اللى طالع من جواهم ، دى ريحة الفقر اللى طول عمرهم عايشين فيها و متعودين عليها و بالنسبة لهم طبيعية جدا و مش هاتطلع أو تتغير مهما غيروا الهدوم أو نوع الصابون .. الأب ساعتها ابتسم و قال لهم على الأقل فكروا أد ايه احنا محظوظين و عندنا رفاهية اننا بقينا نفكر فى الحاجات دى أصلا و ناخد بالنا منها ، لكن بعد كدا بدأ ينمو جواه شعور بالإهانة لما اتعامل مع الراجل الغنى أكتر و لما سمع بالصدفة تعليقه على موضوع الريحة دى و محاولته لإيجاد وصف مناسب ليها و هوا بيتكلم مع مراته ، مرة يقول لها زى ريحة الفجل القديم و مرة يقول زى ريحة قطعة قماش مبلولة و مكمكمة و مرة جاب من الآخر و قال لها زى معظم الناس اللى بتركب المترو ، شعور الإهانة دا فضل يزيد و يكبر بالتدريج عند الأب الفقير لحد ما بقى سبب أو شرارة للانفجار زى ما هانشوف فى الفيلم ..

شخصيات الفيلم على اختلافهم لازم هايفكروك بمواقفهم و كلامهم و تصرفاتهم بناس تعرفهم أو قابلتهم فى حياتك أو بنفسك كمان فى بعض الأحيان ، و دا دليل كبير على المصداقية و الاحترافية الشديدة فى عمل الفيلم ..
يعنى مثلا كلام الراجل الغنى مع مراته بيفكرنا بنماذج حوالينا لعائلات أغنياء أو وارثين ، ازاى بيتكلموا مع بعض أو مع أبناءهم اللى بيجهزوهم و بيعدوهم من بعدهم عن صفات أو خصائص الفقراء أو الناس العادية اللى هايحتكوا بيهم و ازاى يقيموهم و يحكموا عليهم و يتعاملوا معاهم .. سلسلة التوصيات - أو حزام الثقة زى ما بتسميه زوجة الرجل الغنى - و اللى بيعتمدوا عليها فى تعيين حد يشتغل معاهم جديد يعنى لازم أو يفضّل انه يكون معرفة أو جاى عن طريق حد تانى شغال معاهم و مضمون ممكن تدل على انهم مش حاسين بالأمان و عندهم قلق أو هاجس كبير من التعامل مع العالم الخارجى .. و بنشوف كمان أد ايه مهم أوى عندهم ان اللى شغالين معاهم مايتخطوش حدودهم و ماياخدوش عليهم بسهولة عادى كدا لأن دا شئ مزعج جدا و خطير بالنسبة لهم ..

على الناحية التانية برضو بنشوف الفقراء ازاى بيحكموا على الأغنياء و يقيموهم و يفكروا فيهم و يتكلموا عنهم .. زى ما بنسمع الراجل الفقير بيقول لمراته فى ساعة صفا برضو ان الست الغنية دى ساذجة و ثرية لكنها لطيفة بجد ، فابتقول له لأ هيا لطيفة عشان ثرية و لو عندى المال دا كله كنت هابقى ألطف منها و من أى حد تانى .. و لما بيقول لها الأغنياء مش بيستاءوا أو ماعندهمش حاجة تعكر صفوهم و مش بتظهر عليهم التجاعيد أو عوامل السن فابتقول له عشان المال يا عزيزى بيكوى كل التجاعيد دى و يفردها و يخليها تتلاشى تماما .. فكرونى بمحمد صبحى و سعاد نصر فى المسرحية لما كانوا بيحسدوا صاحبه الغنى و بيتكلموا عنه و عن الحاجات اللى عنده و حورية عمالة تقول عيييينى هاتطلع عليها ..

مهم برضو و عجبنى أوى عرض نموذج الراجل زوج مدبرة المنزل القديمة اللى كان صاحب محل أو صاحب عمل ميسور الحال و فلس و بقى مديون و فقير ، دا واحد واقف بين الفريقين أو عاش حياة العالمين .. رغم البؤس و الحالة اللى أصبح فيها لكن بيقدّر كويس النعمة و الجمال بتاع حياة الأسرة الغنية و يقدر يعيشها و يستمتع بيها كأنه واحد منهم و عنده امتنان و شكر كبير للراجل الغنى مش بيحقد عليه أو نفسه ياخد مكانه زى الأسرة الفقيرة ، و بيبان الفرق بينهم فى طريقة استغلالهم لبيت الأغنياء فى غيابهم ..
ميزة الفيلم انه مش بيحاول ينحاز أو يتعاطف مع جانب على حساب التانى و مش بيحاول يشيطن أو يحكم على طرف لحساب التانى ، مفيش أبيض أو أسود بس على طول الخط و إنما الحياة بواقعيتها و رماديتها .. ممكن تتعاطف مع الأسرة الفقيرة فى بعض المشاهد و تقفش نفسك و انت بتتفرج فرحان و مستمتع بأساليبهم الملتوية و ممكن تكرههم أو تعلم عليهم فى مشاهد تانية و نفس الكلام بالنسبة للأسرة الغنية برضو ، الفيلم بيعرض بس و سايب المشاهد يتأرجح بين الطرفين و يحكم أو يكوّن رأيه بنفسه ..

و فى الحقيقة اسم الفيلم Parasite المعبر و الذكى ده رغم انه ممكن يكون فى الأول بيوصف الأسرة الفقيرة اللى بتتطفل و بتعتمد على غيرها فى كل حاجة حتى الواى فاى و حتى الإبادة المجانية للحشرات كمان و خاصة لما بنشوف الأسلوب اللى دخلوا بيه بيت الأغنياء ، لكن مع استمرار الأحداث و المواقف فى الفيلم الواحد ممكن يتوقف و يتساءل هوا مين فى الحقيقة اللى بيتطفل على التانى أو عايش عليه و بيستغله و بيعتمد عليه اعتماد كلى فى حياته ؟ أو يعنى مين ال Parasite هنا ؟ ولا هيا علاقة متبادلة بين الطرفين ولا ايه بالظبط ؟ ..
رغم جدية و أهمية القضية اللى بيناقشها الفيلم كان ممتع و مشوق جدا مفيهوش لحظة ملل ، و لم يخلو من المرح و الضحك من القلب خاصة فى المشهد اللى كانت مدبرة المنزل القديمة فيه بتقلد المراسلين أو المذيعين بتوع كوريا الشمالية و هما بيمجدوا فى قائدهم و زعيمهم المبجل العظيم الخارق الحكيم و الفيلسوف كيم يونج أون ، كانت حتة مسخرة بصراحة ..

الفيلم فكرنى شوية بفيلم تانى يعتبر من أفضل أفلام السنة دى برضو هو فيلم US اللى بيتكلم برضو بشكل كبير عن الطبقية و الفروق الاجتماعية لكن بصيغة أكتر رمزية و فى قالب من الرعب ، ممكن إلى حد ما نعتبر Parasite هو النسخة الكورية من Us و النسخة الأفضل و الأمتع كمان ..
واضح ان "بونج چون هو" مخرج و كاتب متمكن و موهوب جدا و له أسلوبه الفريد اللى مش متقيد ب Genre أو قوالب نمطية أو نوعيات معينة من الأفلام ، و بيعرف يحكى القصة بتاعته و يقدمها و يخلى المشاهد منتبه و مشدود و متشوق و مستمتع معاه من البداية للنهاية من غير ما يقع منه فى النص خالص .. أنا شفتله قريب فيلمه الرائع Okja و أسرنى معاه بصراحة بجماله و سحره و قوة فكرته و طريقة عرضها ، و بعد فيلم Parasite دا كمان لازم هاشوف باقى أفلامه كلها على طول ان شاء الله ..

الأداء التمثيلى كان عظيم برضو و من أهم عناصر قوة و نجاح الفيلم خاصة الممثل اللى عمل دور الأب الفقير كان فظيع عامل الدور المعقد بتاعه بشكل متمكن جدا و كان شايل الفيلم على دماغه و هوا يعتبر صديق شخصى للمخرج بونج و اشتغل معاه قبل كدا و سمعت بونج فى لقاء بيقول ان لو مش الممثل دا اللى عمل الدور ماكانش هايقدر يعمل الفيلم و كان هايلغيه أصلا .. و باقى الممثلين كمان كانوا فوق الممتاز كلهم بصراحة بدون ذكر أسماء عشان أساميهم غريبة و صعبة ..

فيلم Parasite حاصل دلوقتى على تقييم عام 8.5 على IMDB و على تقييم نقدى 99% على Rotten Tomatoes .. صعب أوى تلاقى فيلم يجمع بين الإشادة و الاحتفاء دا من كل النقاد و النخبة السينمائية تقريبا إلى جانب القبول و النجاح الجماهيرى الكبير و الوصول لقلوب الجمهور العادى بالشكل الرائع دا ، لكن بونج چون هو حقق المعادلة بكل جدارة و اقتدار و قدم لنا تحفة سينمائية و وجبة فنية قوية و هادفة و ترفيهية ممتعة جدا فى نفس الوقت ، و ماينفعش تتفوت طبعا.
مشاركات أقدم المقال التالي
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق
عنوان التعليق