انهيار أسهم شركة سويفل || هل تعلن سويفل إفلاسها وتخرج من البورصة الأمريكية؟
انهيار أسهم شركة سويفل || هل تعلن سويفل إفلاسها وتخرج من البورصة الأمريكية؟
انهارده سعر سهم شركة سويفل وصل لأقل من دولار واحد .. بينما سعر نفس السهم من شهور كان 10 دولار .. في حوالي 6 شهور أسهم شركة سويفل خسرت حوالي 95% من قيمة الأسهم ونزلت القيمة السوقية للشركة من مليار ونص المليار دولار لأقل من 80 مليون دولار!
إزاي الانهيار ده حصل بالشكل ده؟
كلنا تابعنا بداية تأسيس شركة سويفل في سنة 2017 على إيد شاب مصري واعد هو مصطفى قنديل ومعاه اتنين كمان هما أحمد صباح ومحمود نوح ( مؤسس شركة كابيتر اللي حاليًا في دبي بعد أزمة كابيتر الأخيرة) .. والتلاتة بدأوا سويفل في مشروعهم للنقل الخاص براس مال 30 ألف دولار ده كان كل اللي معاهم في الوقت ده ..
مجموعة الشباب اللي أسسوا سويفل اعتمدوا على التمويل من مؤسسات كبيرة وقدروا في أول سنة يجمعوا حوالي 9 مليون دولار ولما الشركة نشاطها كبر نقلوا مقر سويفل ل دبي وجمعوا في سنة 2019 واحد من أكبر التمويلات اللي خدتها أي شركة ناشئة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وكان التمويل بقيمة 29 مليون دولار!
وأصبح فيه كيانات ضخمة من المساهمين فى سويفل زي البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية .. وشركة رأسمال المخاطر «تكلاس فينتشرز» الأمريكية .. وصندوق التحوط الأمريكى «لوكسور كابيتال» .. وصناديق تانية كويتية وإماراتية . . كل ده عمل ضجة أكبر لسويفل ومنحها الضوء الأخضر للدخول بقوة في سوق النقل الخاص ومنافسة الحيتان الكبيرة في السوق ده!
التمويلات الكتيرة الكبيرة من أول سنة التأسيس ساعدت سويفل انها تعمل خطة توسعات ضخمة وتدخل أسواق جديدة في 20 دولة منها مصر والسعودية وكينيا وباكستان والإمارات .. ده إلى جانب توسعاتها في أوروبا واستحواذها على شركات نقل تركية وحصص كبيرة في شركات نقل بتشتغل في الأرجنتين وتشيلي.
وكانت اللحظة التاريخية لسويفل في مارس 2021 لما اتقبلت في بورصة ناسداك الأمريكية في نيويورك .. كان تقييم سويفل ساعتها وصل لحوالي مليار ونص المليار دولار، واحتفل المؤسسين بإنجاز الشركة وظهر مصطفى قنديل ومحمود نوح في أكتر من قناة تليفزيونية يشرحوا دور سويفل في قطاع النقل الخاص وازاي جاتلهم الفكرة وازاي حققوها بعد ما سابوا الشركات اللي كانوا شغالين فيها وأسسوا سويفل اللي ساعدها اندماجها مع شركة أمريكية اسمها كوينز جامبيت عشان يوصل سعر سهم سويفل في بداية السنة دي لحدود 10 دولار.
مصطفى قنديل مكنش يتخيل ان انهارده القيمة السوقية لسويفل نزلت من مليار ونص المليار دولار لأقل من 80 مليون دولار!
أبسطهالك اكتر:
لو انت كنت استثمرت بألف دولار في أسهم شركة سويفل في أول 2022 انت النهارده خسرت حوالي 95% من فلوسك!
فلوسك اللي هتنزل من ألف دولار لحوالي 55 دولار!
قبل ما نحلل ده ونشوف أسباب انهيار أسهم سويفل خلينا نرجع خطوة لسنة 2019 هنلاقي محمود نوح (مؤسس كابيتر فيما بعد) كان من الشباب اللي استضافتهم الجزيرة مع مصطفى قنديل باعتبارهم مؤسسين سويفل .. محمد نوح قال نصًا في حلقة الجزيرة ان سياساتهم في سويفل انهم يعملوا مشروعات بسرعة وينزلوا بيها السوق ويكتشفوا عيوب المشروعات دي من انتقادات العملاء ..
وبقية الشباب المؤسسين لسويفل قالوا في حلقة الجزيرة ان اللي لحقهم لما خلص راس مالهم ان جالهم تمويل من شركة كريم بحوالي نص مليون دولار ده اللي خلى الشغل مستمر ومنح ثقة لمستثمرين تانيين لضخ تمويلات إضافية.
يمكن ده بييجي على رأس قائمة أسباب انهيار أسهم سويفل وهو التخطيط السريع غير المدروس بعناية واللي بينتج عنه توسعات ضخمة في فترة قصيرة .. كل ده بييجي على حساب معدلات النمو والربحية وتحقيق الإيرادات تحت شعار التوسع أولًا!
ومحور ارتكاز انهيار شركات ناشئة زي سويفل هتلاقيه متكرر في شركات ناشئة تانية على الساحة حاليًا وهو التقييم غير الحقيقي للشركة!
التقييم السوقي غير الحقيقي لشركة ممكن دلوقتي يوصل لأضعاف أرباحها .. ممكن تكون أرباحها قليلة بينما التقييم السوقي ليها بأرقام فلكية .. وفي الحقيقة ان التقييم العادل بيكون مرتبط بمعدلات النمو الحقيقية للشركة وتأثير منتجاتها وخدماتها في الأسواق اللي بتشتغل فيها.
هتلاقي الرول موديل لكتير من الشركات الناشئة حاليًا عكس التقييم الكلاسيكي اللي بيربط ما بين الشركة والمبيعات والأرباح اللي بتحققها .. ده يمكن يبدو لك انه تغيير في أدبيات الإدارة ما بين رجال أعمال التسعينات وبداية الألفية وأصحاب بعض الستارت اب حاليًا .. لكنه في الحقيقة قنبلة موقوتة لأنه بيمنح قيمة غير حقيقية للشركات اللي ممكن تنهار في أي لحظة لأنها من البداية واخدة حجم أكبر من حجمها الحقيقي!
التقييم غير العادل للشركات هو في الحقيقة اللي بيعتمد عليه بعض شباب رواد الأعمال عشان يجذبوا اهتمام المستثمرين عشان ده بيفتح شهية المستثمرين دول لضخ المزيد من الاستثمارات والتمويلات على أمل ان الشركة الناشئة دي هتنجح في الخطط بتاعتها وتنافس بقوة.
دي المشكلة التانية اللي عانت منها سويفل .. وهي انها دخلت في منافسة مع حيتان كبيرة للنقل الخاص منهم مثلًا أوبر باص اللي دخلت مصر سنة 2018 .. في الوقت ده كان تقييم أوبر 76 مليار دولار بينما تقييم سويفل كان أقل من 100 مليون دولار!
ده خلى المنافسة مش في صالح سويفل إطلاقًا .. في الوقت ده كان فيه مشكلة تانية لسويفل ان شركة كريم (اللي قدمت تمويل لسويفل) عملت خدمة جديدة هي كريم باص اللي دخلت تنافس هي كمان .. كريم عرضت انها تستحوذ على سويفل، ولما سويفل رفضت كان كل واحد فيهم بيضرب في التاني في العروض اللي بتتبعت للعملاء وسويفل لقيت نفسها على خط النار يوميًا مع حيتان لا ترحم زي أوبر وكريم!
سويفل حاولت توقف نزيف خسايرها وساعدها صدف سعيدة كانت بتحصلها زي مثلًا ان كريم وقفت خدمة كريم باص سنة 2020 .. ده كان سبب ان سويفل يجيلها تمويلات تانية في نفس السنة في ظل قطاع البقاء فيه أصبح بيعتمد على اللي يقدر يفتح شهية المستثمرين لضخ أي سيولة!
مشكلة سويفل انها كانت بتاخد التمويلات دي تتوسع بيها لحد ما وصلت توسعاتها لأكتر من 20 دولة ده ضاعف من حجم نزيف خسايرها في صناعة خدمية زي النقل لأنها في الحقيقة كانت بتجمع خسائر الشركات اللي بتستحوذ عليها في وعاء واحد اللي هو سويفل!
التخطيط للتوسع بدرجة مبالغ فيها كان بيقود سويفل لكوارث أكبر من تصوراتها .. زي ان مؤسسي الشركة مثلًا أعلنوا انهم بيخططوا لتحقيق (مليار عملية نقل) .. وعشان تحقق مليار عملية نقل هتضطر تدفع مصاريف تشغيل خرافية!
وعشان شركة زي سويفل تحقق ده كان نتيجة طبيعية متوقعة انها تقلل العمالة وتطرد نسبة كبيرة من الموظفين عشان تقلل من التكاليف!
المشكلة في شركات ناشئة كتيرة انهم بيعالجو الخطأ بخطأ أكبر يا إما يتوسع على حساب الربحية .. أو يعين فريق كبير من الموظفين ويصفي العمالة في النهاية .. أو يدمج أسهم قيمتها قليلة عشان يرفع قيمة السهم .. كل دي مش حلول أد ما هي أخطاء بتكشف خلل في الإدارة من البداية!
والفكرة الرئيسية اللي بتدور في دماغ بعض شباب رواد الأعمال ان انا ازاي اجيب مستثمر يقوم بتمويل المشروع بتاعي اللي انا مش عامل له تخطيط استراتيجي مناسب .. فاللي بيحصل ان بيكون فيه مصاريف كبيرة بتروح على تشغيل المشروع مع وعد المستثمر ان الربحية خلال فترة قريبة .. والفترة القريبة تطول ومصاريف التشغيل الكبيرة تكبر اكتر لحد ما نوصل لنقطة اللا عودة!
يمكن مش هتصدق لما اقولك ان في الوقت اللي سويفل فيه بتعاني خرج المدير المالي للشركة يقول تفاصيل استحواذ سويفل على 4 شركات نقل في ألمانيا وتركيا والمكسيك وانجلترا بحوالي 200 مليون دولار! وقال خطط عن توسعات تانية الشركة كانت عايزة تعملها في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا سنة 2023! وقال ان صافي الربح لسويفل ممكن يتحقق في 2024 في حدود 13 مليون دولار!
أرقام التمويل الكبيرة ومصاريف التشغيل وعمليات الاستحواذ اللي بأرقام فلكية كان بييجي على حساب ربحية الشركة .. هل ممكن يكون فيه خطط بديلة الفترة الجاية لعلاج الأخطاء ديه والعودة بقوة للمنافسة؟
بتمنى سويفل وغيرها من الشركات الناشئة اللي قامت على أكتاف شباب عندهم أفكار جديدة بتمنى انها تنجح وتحاول تعيد التفكير من تاني في خططها الحالية وتعيد ترتيب أوراقها وترجع بقوة من تاني .. ده في صالح العمالة اللي شغالة في الشركات دي وفي صالح المنافسة وفي صالح الاقتصاد.
الخلاصة:
ألف باء بيزنس: هي ان المشروع الناجح بيقدر يحقق أرباح.
كل ما المشروع يتأخر في تحقيق أرباح كل ما فلوس التشغيل هتتضاعف من غير مقابل.
وكل ما رائد الأعمال يغض بصره عن مشاكل المشروع ويتوسع أكتر وأكتر في الحالة دي لحظة الانهيار بتكون قريبة والمشروع اللي اتدفع فيه مليارات ممكن يوصل لحافة الإفلاس!