الاحتراق الوظيفي (Burnout) الجزء 2/5 | الاحتراق الوظيفي الذاتي

 

 

months ago


الاحتراق الوظيفي الذاتي : قال صلى الله عليه وسلم"لا تُشدِّدوا فيُشدِّدِ اللهُ عليكم": عندما استنفدت نفسي بعد 20 عامًا من العمل، اعتقدت أنني أفعل كل شيء بشكل صحيح. كنت أعمل لساعات أطول وأطول وأستمتع أقل وأقل. لم أستطع الصلاة كما كنت أو النوم بشكل مريح. عانيت من التوتر والقلق والعزلة. شعرت بالاحتراق عقليا وروحيا وجسديا. كنت في حالة بائسة من الاحتراق الوظيفي.

ما لم أكن أدركه هو أنني فعلت ذلك بنفسي. احرقتها ذاتيا بأحسن النوايا.

إليكم الفخاخ الأربعة التي وقعت فيها أثناء محاولتي أن أكون الموظف المثالي.

1. اسعاد كل الناس

من أول ما تعلمته أنه إذا كان بإمكاني إسعاد الآخرين (والتضحية بنفسي) فإن حياتي ستكون أسهل كثيرًا. كنت أؤمن أنني إذا فعلت كل ما يريده الناس فسيروا في شخصًا رائعًا. وأن قيامي كل مهمة من شأنه أن يساعد في مسيرتي المهنية.

لذا تطوعت وتحملت الصعوبات التي لا يريدها الآخرون. جهلت أن هذا له ثمن. قضيت الكثير من الوقت في العمل على أمور ليس لها أي ميزة واستهلكت أوقاتا لاسرتي لا تعوض. أردت أن يُنظر إلي على أنني على استعداد للعمل الجاد والقيام بما لا يقدر عليه أي شخص آخر. لم اتخيل أن هناك سببًا لعدم رغبة هذا الشخص في العمل على تلك المهام.

عندما وافقت على قبول المهام الخاسرة لإظهار أنني "لاعب فريق" بدلاً من أن أكون موضع تقدير ، انتهى بي الأمر إلى الانتقاد.

من المهم حقًا أن تسأل "هل اضحي بنفسي؟" عندما تقوم بعمل تعتقد أنه سيرضي رؤسائك ، تأكد من أنك لا تضحي برفاهيتك دون داع. لقد كان رؤسائي معجبين بما احققه لكن بينما كنت احترق لم يشعر بي أحد.

لك الحق في أن يتم تكليفك بمشروعات فرص نجاحها عالية ولديك الحق المقابل في العمل فقط على عمل مجزي. كن حذرًا من دوافعك، خاصة إذا كنت تفكر في قبول مهمة لست جديرا بها فقط لتحاول الحصول على رضا مديرك.

2. تمام يا افندم

لا تكن هذا الذي يتردد في قول "لا". إذا عُرض عليك عمل ليس له احتمال للنجاح ، قل لا! أظهر لزملائك وعملائك أن لديك عقلًا قادرًا على تمييز ما إذا كان العمل مفيدًا أو ضارًا بحياتك المهنية.

يمكن لأهل الخبرة تقدير ما إذا كانت فرصة النجاح محتملة أم قنبلة موقوتة. ستحصل على مزيد الاحترام من رؤسائك إذا رفضت العمل الذي تعرف أنه مشروع فاشل مما لو أخذته.

3. الكمال

كان يكفي تحقيق نسبة نمو 7% المطلوبة فأعمل لتحقيق 37% ثم 57% وهكذا. كنت أخلط بين العمل للتميز وتوقع الكمال. المشكلة هي أن تعريفنا للكمال يتغير باستمرار ، مما يرفع مستوى قبولنا النتائج أعلى وأعلى.

التميز يمكن الوصول إليه والكمال من صنع الله وحده. وضع معايير عالية هو أساس للنجاح. لكن المبالغة فيها هو بداية للاحتراق..إذا قارنا أنفسنا بالآخرين ورأينا النقص دائما فيها، فقد جلبنا البؤس لها في وقت مجدها.

الكفاءة وليس الكمال، عندما ترضى عن خطة عمل ما دع آخر يراجعها. فالعمل المتكرر للصياغة المثلى سيؤثر سلبًا عليك .ابذل قصارى جهدك وتوكل على الله.

4. تعظيم المخاوف

عندما تخرجت، كان لدي إدراك مخيف أنه لم تكن لدي أي فكرة عما سأفعله. نفس الشعور عندما أصبحت مديرا لمجموعة أو قبلت مهمة صعبة وذهبت لمقابلة عملاء لأول مرة. ذبت في جلدي رعبا أن يكتشف أحد أنه ليس لدي فكرة عما كنت أفعله أو يعرف قلة خبرتي. لقد عملت بجد أكثر من أي شخص آخر محاولا تعويض هذا الشعور غير العقلاني ، لكن بدلاً من أن أصبح أكثر ثقة واستعدادا، لقد احترقت.

قال صلى الله عليه وسلم"هَلَك المتنَطِّعونَ. هَلَك المتنَطِّعونَ. هَلَك المتنَطِّعونَ" والتنطع التكلف والتعمق في الشيء والابتداع فيه من غير حاجة.
مشاركات أقدم المقال التالي
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق
عنوان التعليق