الاحتراق الوظيفي (Burnout) الجزء 3/5


 المساهمة باحتراق الموظفين: قال صلى الله عليه وسلم "إن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى" رواه مرسلا البزار والحاكم والبيهقي

المنبت: راكب الراحلة يواصل السير مواصلة مستمرة، ما أراح نفسه ولا أراح جمله. ثم يبرك به جمله ويهزل وينقطع به، فينقطع في صحراءه، فلا هو الذي رفق ببعيره حتى يوصله، ولا هو الذي قطع المسيرة كلها،

كما ذكرنا سابقا، الاحتراق مشكلة يمكن حلها بسهولة بمجرد أن نفهمه. لا يتطلب منا إحداث ثورة في إدارتنا. كل ما يتطلب الأمر هو الرغبة في إنجاز المزيد بشكل أسرع، دون حرق موظفينا.

كيف تقوم بالمساهمة في احتراق موظفيك.

على الرغم من أن الاحتراق له أسباب عديدة، لكن أي مؤسسة لديها شكل مشترك من أشكال الاحتراق الوظيفي. "تكليف أكثر مما يمكن للشخص القيام به" مثلا اذا شبهنا مهام العمل كعود الثقاب.

رمي أعواد الثقاب غير المضاءة (أعمال غير عاجلة) على مكتب الشخص أمر جيد تمامًا. أما إسقاط 9 أعواد ثقاب مشتعل (أعمال عاجلة وضرورية) عليه فهذا ليس جيدًا،

نحن حقًا نحرق موظفينا بكل عود ثقاب مشتعل في كل مرة.

ولكن ما مقدار العمل المبذول في النظام الذي يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي؟ نشرت HBR مؤخرًا مقالًا يسلط الضوء على قضية الاحتراق الوظيفي. تشير إلى أن الاحتراق له ستة أسباب رئيسية:

- عبء العمل غير المستدام (التغير المفرط)
- فقدان السيطرة الملحوظ (تكليفات عاجلة وطارئة كل مرة)
- مكافآت وتقديرات غير كافية للجهد
- عدم وجود مجتمع داعم (الصوامع)
- عدم الإنصاف (في توزيع المهام والتقديرات)
- قيم ومهارات غير متطابقة (تكليف الصقر بأعمال تتطلب الغوص)

أظهر استطلاع HBR على 100 شركة أن المديرين يعتقدون أنه في حين أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في منظمتهم، فإنهم يديرون بشكل مناسب يضمن حتما أن موظفيهم ليسوا فوق طاقتهم — بغض النظر عن عملهم— عن طريق تحديد معدلات العمل المناسبة وبتأجيل تواريخ التسليم، حسب ضرورة Work-Load Balance أو Work-Life Balance أو حتى حتمية القيام بإجازة طويلة نسبيا لشحذ البطاريات والهمم.

مثلا اذا كنتم مديرين وسألتكم عما إذا كنت تعتقدون أن الموظفين يعملون فوق طاقتهم ، فإن 80٪ منكم سيرفضون. لكن في نفس الوقت إذا سألتكم عما إذا كان هناك (عدد كبير جدًا من النقص في الأعمال المتراكمة)، فسيقول معظمكم نعم.

نظريا يجب على المنظمة ضمان توفير الموارد البشرية لمشروعاتها الأكثر أهمية أولاً، ثم الانتقال إلى العمل التشغيلي الحاسم. وإذا لم يكن هناك ما يكفي من الموظفين، فليكن ما المشكلة؟ سيوجد حتما من يقبل بجهد زائد حتى لو تقاضى زيادة !!!. فلا يمكن للأشخاص سوى تحمل المزيد، فالشخص الذي تم تحميله بنسبة 300٪ سيمكنه إيجاد طريقة لإنجاز العمل (كما يصر رئيس شركة في كل اجتماع) هذا ليس فقط أحمق، بل أنه ضار للمؤسسة وللشخص الذي تم تحميله بشكل زائد. لماذا ا؟

كلما طالت مدة الأحمال الزائدة، كلما أصبح أكثر تدميراً. و إذا لم يتمكن من تغيير عمله او ظروفه وبدأ في التفكير في أنفسه أنه "عالق" في وضعه الحالي، فللأسف فقد اتخذ حينها خطوة كبيرة جدًا نحو الاحتراق الكامل.

"لا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ"الحديث

أن كثير منا يشعرون أنهم مثقلون بالعمل إذا لم يمنحهم برهة يشعرون فيها بأن عملهم قد تم وان انجازهم قد تحقق والاحتفال بذلك

رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ


مشاركات أقدم المقال التالي
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق
عنوان التعليق